يعد مفهوم التسويق السياسي دمجاً لفرعين معرفيين مهمين هما (التسويق والسياسة) ، فهو يستفيد من نظريات ونماذج العلوم السياسية من جانب، وتكتيكات التسويق ونماذجه من جانب آخر، فالتسويق السياسي يأخذ توجهاً تسويقياً في جانبه العملي، ويتم تطبيقه بعناية في القضايا السياسية فاذا كان تطبيق تكتيكات التسويق على المؤسسات التجارية يعد عملية صعبة فان هذه الصعوبة تزداد في المؤسسات السياسية، فهذه المؤسسات لها أهداف متباينة ويصعب قياس ادائها وعادةً ما يكون لها أسواق سياسية متباينة يصعب تحريرها بدقة مما جعل التخطيط لحملات التسويق السياسي في غاية الصعوبة، لذلك فقد اصبح مفهوم التسويق السياسي مفهوماً شاملاً، ويتم تخطيط حملات التسويق السياسي على مستوى استراتيجي بحيث يتم فيها تطبيق واستخدام مجموعة من المكونات والخطوات المتكاملة لبناء الصورة الذهنية للمؤسسات السياسية وادارة سمعتها، وتحسين فرصها في الحصول على دعم المواطنين في اوقات الانتخابات ويعد التسويق السياسي بناء معرفي حديثا نسبيا وغير ناضج الى حد ما ومثير للجدل والخلاف وتحدد اغلب تعريفات التسويق السياسي المتاحة على انه عملية مرتبطة الى حد كبير بالأنشطة الاتصالية ,التي تتم بين الكيانات السياسية (المؤسسات السياسية والاحزاب ,او المرشحين والسياسيين من جانب والناخبين من جانب اخر ) , وتأتي هذه الدراسة لتتضمن استراتيجيات حملات العلاقات العامة في التسويق السياسي في جريدة ( البيان ) نموذجا , فجاءت بثلاثة فصول, تضمن الفصل الأول: الإطار المنهجي للدراسة , واما الفصل الثاني فقد تضمن اولا : تخطيط حملات العلاقات العامة, وثانيا: التسويق السياسي , وثالثا: استراتيجيات التسويق السياسي ورابعا : تكتيكات حملات التسويق السياسي , والفصل الثالث تضمن الدراسة التحليلية وفيه اولا : المحاور الرئيسة للتسويق السياسي في جريدة البيان وثانيا : الفنون الصحفية التي اعتمدتها جريدة البيان, ومن ثم عرض الجداول وتحليل البيانات, وذكر نتائج الدراسة ومناقشتها في ضوء التساؤلات الرئيسة الاربعة, وختم الباحث بحثه باستنتاجات وتوصيات توصل إليها في اثناء مسيرة البحث.

النص الكامل |