-->

اللقاءات الإخبارية في الإعلام

 اللقاءات الإخبارية في الإعلام
اللقاءات الإخبارية في الإعلام

اللقاءات الإخبارية في الإعلام



اللقاءات الإخبارية في الإعلام



لكل قناة تلفزيونية وإذاعية مجموعة من البرامج والخطط الإعلامية التي يتم بناؤها وفق السياسة الإعلامية التي تنتهجها هذه المحطة أو تلك القناة.

وتبعاً لرغبات الجمهور، وتغطية ما يهم المواطن حيثما وجد، فإن جميع المؤسسات الإعلامية في فلسطين تتمتع بسمة تتفق فيها الإذاعات ومحطات التلفزة الأرضية والفضائيات المختلفة وحتى المؤسسات الإعلامية التي تعتمد الطباعة، وهذه السمة هي اشتمال هذه المؤسسات الإعلامية على نظام إخباري يتبع ترتيبه ودقته ونظامه لرؤية المؤسسة ذاتها وإمكاناتها المادية والبشرية.

وحتى تكون هذه البرامج الإخبارية ذات جدوى، وتحظى بقبول عند الجمهور، ورضا من مختلف الأطراف، وتحت عنوان عريض تتبناه المؤسسات الإعلامية هو الموضوعية والحيادية والمصداقية، فإن هذه المؤسسات الإعلامية تعمل ما بوسعها من أجل إضفاء هذه المعاني على برامجها الإخبارية ولو بشكل مجزوء بسيط.

فهي تسعى تحت هذا الإطار إلى وضع الجمهور مستمعاً أو مشاهداً أو قارئاً في صورة أي حدث من زوايا مختلفة، وأمام رؤى متنوعة، قد تتوافق في دعم وتأييد هذا الحدث، وقد تتنافر وتتصادم فيه من النقيض إلى النقيض.

بداية العمل الإخباري الإعلامي النزيه تكون في إبراز الحدث، وتسليط الضوء عليه بالصوت والصورة والكلمة، ومن ثم الانتقال إلى شخصيات إعلامية ووجوه تمثل الكيانات المختلفة ذات الفعل المؤثر على الأرض أو ذات العلاقة المباشرة أو المفترضة بهذا الحدث، تتم استضافتها في اللقاءات الإخبارية لتبين مواقفها أمام ما يجري على الأرض، وحصيلة متابعاتها ورؤاها فيما يختص بالحدث المدرج على لائحة أخبار ذلك اليوم.

وتتنوع هذه البرامج الإخبارية من وسيلة إعلامية لأخرى، وتتنوع طرائق عرضها، وأساليبها في تغطية الحدث أو استضافة الشخوص، وذلك نابع من السياسة العامة لهذه الوسائل الإعلامية ومدى مصداقيتها وموضوعيتها في التعامل مع الأحداث.

ما يهم هنا، هو أن هذه المحطات تتيح لصاحب الرؤية أن يعبر عماّ عنده من فكر وتصور وموقف خلال فترة زمنية محصورة جدا، يتم بيانها بالصورة التالية:
مدة نشر الأخبار الرسمية مثلاً نصف ساعة، في نشرة الأخبار عشرة موضوعات، اثنان من هذه الموضوعات طارئة وحساسة وبحاجة إلى تسليط الضوء عليها، وخبر متوسط الأهمية، والأخرى روتينية تكفي الإشارة إليها والتلميح بها مرفقاً بالصور أو الريبورتاجات الصحفية الواردة بخصوصها.

يقسم الزمن الإجمالي للفترة الإخبارية على النحو التالي: خمس دقائق: هي مقدمة العرض الإخباري وخاتمته والفواصل التي تفصل الخبر عن الذي يليه.

عشر دقائق للحدث الرئيسي والأبرز من الحدثين الهامين الذي تتفق أسرة التحرير على تقويمه بالعرض الإخباري، يليه سبع دقائق للحدث المهم الثاني، وأربعة دقائق للحدث متوسط الأهمية وأربع دقائق يتم من خلالها استعراض الموضوعات الإخبارية الستة الباقية بطريقة العرض السريع.

فلو أخذنا على سبيل المثال الحدث الأول بصفته الأطول حظاًّ إعلامياًّ بين سائر أخبار وموضوعات النشرة الإخبارية الرسمية، فالمدة الزمنية الإجمالية للحدث عشر دقائق، ولن تكون هذه الدقائق العشر من حظ الضيف الإعلامي، بل إن تقسيم الزمن الفعلي للخبر الأول يكون وفق برنامج محدود ومضبوط بالثانية، على نحو مما أذكر هنا.

خمس دقائق كاملة - أي نصف الفترة الزمنية للحدث الأول - تشمل جوانب عرض الخبر وتحريره، والكلمات المختارة من قبل المحطة الإخبارية أو المؤسسة الإعلامية التي اعتمدت تحرير الخبر ولمساتها الخاصة عليه، مع عرض للصور والريبورتاجات الصحفية وما تم إعداده من خلال شبكة المراسلين في موقع الحدث، بحيث يتم عرض الحدث بالصوت والصورة والتعليق.

وتخصص الخمس دقائق الباقية لضيوف تم إبلاغهم وتجهيز وسائل الاتصال المختلفة بهم مسبقاً ليغطوا هذا الحدث الإعلامي برؤاهم المختلفة، ولو فرضنا أن عدد الضيوف بالحد الأدنى هو اثنان، فإن الزمن الفعلي لحديث الضيف من خلال هذا البرنامج الإخباري لن تتعدى دقيقتين اثنتين فقط، إذ أن نصف الدقيقة سيكون من حق المذيع أو مقدم البرنامج الإخباري لطرح السؤال أو طلب التعليق من الضيف.

وهنا وصلنا إلى المراد - فأمام الضيف بعد هذا التسلسل الموضوعي المعتمد عند كثير من القنوات الفضائية والأرضية، إذاعية كانت أو متلفزة فترة زمنية هي دقيقتين افتراضيتين.

هاتان الدقيقتان هما رأس مال المتحدث الإعلامي، ونصيبه من الكعكة كما يقولون، وعليه بكل ما أوتي من قوة بلاغية وأداء إعلامي محنك من أن يتفهم طبيعة المطلوب منه فيهما:
1) أهو التعليق على حدث ما من وجهة نظره.
2) أهو وصف ما حدث بوصفه شاهداً ومتابعاً.
3) أهو رده على الموضوع له علاقة بالحدث وبالجهة التي يمثلها الضيف أو ما يتعلق به شخصياًّ إذا كان ذا صلة بالحدث.
4) أهو بيان رده على رأي خصم له أو معارض له على الساحة قد سبق له الحديث عن الأمر.


مهما كان المطلوب من الإعلامي، وأياًّ كان التوجه في طرح التساؤل والاستفهام عليه فإنه مطالب بأن يستجمع أفكاره ليطرح ما يريد في دقيقتين لا يمكن تمديدهما، وسيتم قطع حديثه إذا تجاوزهما كما هو مشاهد وملحوظ في مجريات الأحداث الإخبارية والتغطيات اللاحقة لها.

ومن فهم هذا التقسيم عرف سبب عرضه عليه هنا، فأنا أعرض الأمر ليقوم الإعلامي المسلم بناءً على تصور مسبق عن طبيعة اللقاء الإخباري بإعداد ما لديه، ويقولبه في إطار زمني يتفق والفترة المتاحة له في اللقاء، لا أن يبدأ مشتتاً تائهاً، ولا أن يفصل في جزئية على حساب أخرى، ولكن، بترتيب ذهني متساوق مع الزمن المخصص يتم فيه بيان الرأي والأدلة والبراهين الداعمة له وفق نظام الأولويات، حتى إذا انتهى وقت الضيف الإعلامي كان قد استوفى ما لديه، بدأ بالزيادات الداعمة والمؤيدة لتوجهه.

تحت هذا الفهم، يمكن للإعلامي المسلم أن يظهر في الحدث الإعلامي المباشر أو المسجل بصورة ثابتة متزنة، وقد عرف ما سيواجهه على صعيد الزمن المتاح أو الموضوع الذي استضيف لأجله، وبذلك يحقق السبق، ويطرح ما يريده بكل اتزان وهدوء، بعد أن يختزل كل ثانوي، ويقلم عناصر حديثه ليكون مباشراً واضحاً يدل على المقصود بجلاء.


إرسال تعليق