سياسة التحفيز وتنمية العلاقات العامة في المؤسسة دراسة ميدانية بمؤسسة أرسيلورميتال –عنابة-
تتجه المؤسسات في الوقت الحالي على إختلاف طبيعة نشاطاتها و توجهاتها لتحقيق معدلات أعلى في مجال الإنتاج و التنمية الإقتصادية ، و كان لزاما عليها و هي تمضي قدما في إحراز التقدم أن تواجه متطلبات هذه التنمية و إحتياجاتها بواسطة آليات و أفراد يتمتعون بقدر كبير من النجاعة . و من دون شك أنه لا يمكن تجسيد هذا المطلب إلا من خلال الأنشطة التنظيمية الفعالة التي تعُنى ببلوغ الأهداف و تمكن من مواكبة التطور المطلوب ، و التحفيز يمثل أحد محاوره الأساسية لأنه يعد من بين السياسات التي لا تقل شأنا عن باقي السياسات الإدارية الأخرى ، على إعتبار أنه نشاط حيوي تسعى الإدارة من خلال حسن إستغلاله إلى التأثير الإيجابي على الأفراد في جوانب عدة من حيث الإرتقاء بالآداء الوظيفي و تحسين الجانب الإجتماعي لهم في سبيل تنمية العلاقات العامة الداخلية التي تسود بين المؤسسة و مرؤوسيها في كافة المستويات الإدارية و في مختلف الأقسام و الفروع التي تضمها .
ولأن نوعية العلاقات العامة التي تربط عناصر البيئة الداخلية في محيط العمل تمثل معيارا أساسيا في تحديد مقياس نجاح المؤسسة أو فشلها ، لذا فمن الضروري التعامل مع العنصر البشري بما أنه مصدر كل الطاقات و هو المسؤول عن تحصيل كل الإنجازات من خلال التحفيز الذي يعتبر مطلبا هاما لكونه يمثل إستثمار طويل الأجل ، يساهم في توجيه سلوكات الأفراد و دفعها لإستقطاب جهودهم و تعاونهم من منطلق تحديد الإحتياجات الفعلية لهم و إشباعها بطريقة تتناسب مع حيوية الدور الذي يقومون به ، من أجل نماء العلاقات العامة بين كل الأطراف الداخلية للتنظيم و مايترتب عليها من إشاعة مناخ إيجابي يميزه الإنسجام و الثقة المتبادلة حتى يتسنى للمؤسسة الوصول إلى المستويات المقررة للآداء بما يخدم تحقيق الأهداف المسطرة التي يسعى المشروع إلى بلوغها . إلاأن تحقيق العائد المطلوب من وراء تطبيق سياسة الحوافز الإيجابية يبقى رهن بمدى توافر المقومات و المرتكزات اللازمة لها التي تسمح بتوجيهها في المسار الصحيح و المستهدف ما يعني أن إستمرار المؤسسة و تواجدها في صورة متكاملة و مترابطة يعتمد بالدرجة الأولى على مدى الإهتمام بها و تهيئة كل الظروف و الشروط التي تمكن من الإستفادة من نتائجها الحسنة خاصة و أنها تعد كحلقة تستكمل بها المؤسسة النجاح على صعيد تنمية العلاقات في الداخل.
تحميل
تعليقات: 0
إرسال تعليق