لقد ظل مفهوم حرية الصحافة من المفاهيم التي نالت قسطا كبي ا ر من النقاش والتفكير, وقضية من أكثر القضايا إلحاحا على الأذهان لفترة من الزمن, وعلى امتداد الحقب التاريخية التي عاشها الإنسان إلى يومنا هذا فقد كان لهذا المفهوم أهمية بالغة في الحياة ودو ا ر أساسيا في نمو المجتمع وازدهاره, ولهذا كان من الضروري أن نوفر للصحافة المناخ المناسب الذي يضمن لها تأدية وظائفها بالشكل المرغوب, مناخ يتسم خاصة بمستوى عال من الحرية في الممارسة الصحفية على أرض الواقع, وضمان التدفق الحر للمعلومات في جميع الاتجاهات. وانطلاقا من ذلك جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على مختلف الجوانب المتعلقة بحرية الصحافة والممارسة المهنية في الج ا زئر والعوامل المؤثرة فيها، في نظرة شاملة تحيط بكل أبعادها السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والمهنية.
وتمثلت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة في ما يلي:
- أن غالبية الصحفيين يجدون فعلا صعوبات في الحصول على المعلومات, ويتعرضون لضغوط تضطرهم إلى ممارسة رقابة ذاتية، ومن أهم هذه الضغوط هو قانون العقوبات, بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية التي تمارس على الصحف من طرف المؤسسات الخاصة التي تمنحها الإشهار, ولهذا فإن غالبية الصحفيين من الصحف الخاصة ترى أن هامش الحرية بعد صدور قانون العقوبات لسنة 2001 ت ا رجع, وأن غالبية عينة الد ا رسة ترى أن التشريعات الصحفية تمثل قيدا على حرية الصحافة, كما أن حالة الحريات الصحفية في الجزائر أثناء فترة الدراسة متدنية. - جاءت القيود المهنية في المرتبة الأولى لصالح الصحف الحكومية, كما أن أكثر القيود التي تتعرض لها
الصحف الخاصة هي: القيود القانونية والقيود السياسية والقيود الاقتصادية.
تحميل
تعليقات: 0
إرسال تعليق