تهدُفُ هذه الدراسةُ إلى تَلَمُّسِ خصائصِ الخطابِ الإعلاميِّ بصفةٍ عامةٍ وَفْقَ الموروثِ في علم البلاغةِ العربيةِ"Arab rhetoric"، فبـدأتْ ببيـانِ مفهـومِ الخطاب "Discourse" ومقوماتِهِ وأقسامِهِ ووسائِلِهِ التعبيريةِ بصفةٍ عامةٍ؛ لتتحدثَ عن الخطابِ الإعلاميِّ، وخصائصِهِ، ومتطلباتِ إبلاغِهِ وأهمُّها المفاعلةُ بين عناصرِ الخطابِ - من شكلٍ ومضمونٍ - والمقام، أو ما اصطُلِحَ عليه فـي علـم الدلالـة "Semantics" عنـد علمـاء اللغـة "Linguists"بسيـاق الحـال"context of situation" ؛ لِتَتَناسَبَ ومدارِكَ المتلقّي ومستواه. وهذا جانبٌ من الدرس نراهُ يؤصِّلُ لمفهوم الخطابِ عند أسلافنا ويصلهُ بما جاء عن المحدثين، وكذلك يلْفِتُ إلى أهميةِ الرَّبْطِ بين علوم اللغةِ بصفةٍ عامَّةٍ والإعلام، ويذَكِّرُ باعتمادِ الإعلامِ العربيِّ في بداياتهِ الأولى على دارسي اللغة العربيةِ وعلومها. وخاضت الدراسةُ في أدواتِ صانعِ الخِطابِ الإعلاميِّ؛ ليستفيدَ منها إعلاميّونا المعاصرون في تثقيف أنفسهم بمستلزماتِ صنعتهم، وليتسنى لهم امتلاكُ أزمَّةِ بيانِها، وكجانبٍ تطبيقيٍّ كان اهتمامُ الدراسةِ بِعَرْضِ مظاهرَ من الإعلامِ النَّفْعِيِّ - حيثُ تُشكِّلُ النفعيةُ أهمَّ خصائصِ الخطابِ السياسيِّ الإعلاميِّ -، ومنها: التزوير الدلالي، والترجمة المقاومة، وعدم التَّحَرّي والتَّسَرّع في إعلانِ الخبر، وعدم المصداقية ... إلخ، وانتهت الدراسة بالتوصيات والمراجع.
تحميل
تحميل
تعليقات: 0
إرسال تعليق