-->

غزو الدراما التركية لحياة المرأة الصعيدية

 غزو الدراما التركية لحياة المرأة الصعيدية

وقتما غابت الدراما التليفزيونية المصرية المتميزة , وحلول دراما هشة استعراضية لا تتطابق مع الاداء الدرامي المعهود من قبل ، ظهرت المسلسلات التركية المدبلجة فى سماء الفضائيات العربية لتجتاح المجال الفني التليفزيوني الدرامي  وتتميز بشبه انفراد للمشاهدة في المجتمعات العربية والمصرية ، ومن الغريب اختراق المجتمع الصعيدي المعروف بعاداته وتقاليده حيث أظهرت دراسة ان المرأة الصعيدية تتابع المسلسلات التركية المدبلجة 3 ساعات يوميا وفى ضوء ذلك
سعت الدراسة الباحثة سارة احمد الضوي الي الإجابة على التساؤل الرئيسي لأثر التعرض للمسلسلات التركية في الفضائيات العربية على إدراك الواقع الاجتماعي للمرأة الصعيدية حيث رصدت الدراسة إلى التعرف على اهم القيم التي ثيرها المسلسلات التركية في المجتمع الصعيدي  تتحدد مشكلة الدراسة في  معرفة أثر كثرة عرض المسلسلات التركية  على القنوات الفضائية العربية من جهة وإقبال المرأة الصعيدية  على مشاهدتها من جهة أخرى حيث وصل عدد ساعات مشاهدتها للمسلسلات التركية المدبلجة إلى أكثر من ثلاث ساعات يوميًا وفقًا لنتائج الدراسة الاستطلاعية وذلك في إطار تطبيق نظرية الغرس الثقافي على الدراسة واستخدام أداتي تحليل المضمون لعينة من المسلسلات التركية (فاطمة الجزء الثاني- وفريحة الجزء الاول) المعروضة القنوات الفضائية العربية  قناتي ( Mbc  _ الحياة 2) ، وأخرى صحيفة  استقصاء على عينة عشوائية بسيطة مكونة من 400 مفردة من المرأة الصعيدية في المحافظات(المنيا - سوهاج - قنا) وتلخصت اهم نتائج الدراسة كالتالي :
1.      حيث جاءت فى المقدمة غالبية عينة الدراسة تفضل متابعة (المسلسلات التركية) بنسبة 86%، ثم جاءت في المرتبة الثانية متابعة المرأة الصعيدية للمسلسلات الهندية بنسبة 11.3%، حيث جاء فى المقدمة (المسلسلات الاجتماعية) بنسبة 75.4%، حيث أنها الأقرب إلى احتياجات المرأة الصعيدية
2.       تبين أن نوع العمل الدرامي لمسلسلي "فريحة- فاطمة" عينة الدراسة التحليلية هي الدراما الاجتماعية ارتفاع تناول مسلسلي الدراسة للقضايا الاجتماعية بنسبة 92.4%، وتأتي القضايا القانونية في المرتبة الثانية من حيث الظهور والمعالجة
3.     تم إبراز إيجابية العلاقات الزوجية في مقدمة القضايا الإيجابية التي ناقشتها عينة الدراسة التحليلية التركية بنسبة 43.9%، وفي المرتبة الثانية جاء التأكيد على مظاهر التمسك بالقيم والعادات والأخلاقيات بنسبة 22.7%، يليها إبراز الكفاح والتضحية بنسبة 11.4%، ثم التأكيد على الالتزام بالقانون بنسبة 9.1%، فالتأكيد على مظاهر قوة الصداقة بنسبة 7.2%، وأخيراً التأكيد على الترابط الأسري والعائلى بين الأبناء والوالدين وذلك بنسبة 5.7%.

4.     أكدت نسبة 98.3% من المرأة الصعيدية  اللائي تشاهدن المسلسلات التركية أكدن باستفادتهن  من مشاهدة المسلسلات التركية في معرفة كيفية مواجهة مواقف في الواقع تعرضن لها أو إحدى صديقاتهن في حين أن نسبة 1.7% من العينة اعربت بعدم الاستفادة من مشاهدتهن لهذه المسلسلات في مواجهة الواقع.
5.     تعلمني أشياء لا يمكن تعلمها في الحياة الحقيقية: وافقت نسبة 75.4% من المرأة الصعيدية عينة الدراسة على تعلمهن أشياء لا يمكن تعلمها في الحياة الحقيقة من خلال التعرض للمسلسلات التركية، تعلمني كيف أتعامل مع زوجي: حيث كانت نسبة المرأة الصعيدية اللاتي وافقن علي هذه العبارة 75.4% وذلك تعلمهن كيفية التعامل مع أزواجهن أستفيد من تجارب وخبرات أبطال المسلسلات في حياتي الخاصة: وافقت نسبة 69.7%
6.     وكانتنتيجة مقياس بعد التوحد لمقياس إدراك واقعية المضمون المقدم في المسلسلات التركية تعبر عن مستوى مرتفع من اعتقاد المشاهدات أن هناك تشابه بينهن وبين الشخصيات التي يراها في الدراما لحبها والتعاطف معها والتقارب الوجداني معها وذلك بمتوسط درجته 81.6، وبانحراف معياري 19.8،
7.     عدم وجود علاقة ارتباطية إحصائية بين كثافة التعرض للدراما التركية و واكتسابها للقيم المقدمة بهاهي علاقة عكسية حيث أنه كلما زاد التعرض للدراما التركية كلما انخفض تمسك العينة بالتقاليد والعادات والقيم السائدة بالصعيد، وكلما انخفض مستوى المتابعة كلما زاد التمسك بالقيم الأسرية الاجتماعية الصعيدية، وهو الأمر الذي يثبت أنه في حالة التعرض الشديد للدراما تركية تقدم قيماً مخالفة للعادات الصعيدية وبالتالي  يمكن أن يؤثر ذلك بالتبعية على انخفاض التمسك بالقيم الإيجابية الصعيدية دراما التركية واكتسابهن للقيم الأسرية الاجتماعية نتيجة التعرض للدراما
8.     يقبل الفرض الرئيسي القائل بوجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين كثافة مشاهدة المرأة الصعيدية للدراما التركية وإدراكها للواقع الاجتماعي في الصعيد. كلما ارتفع كثافة المشاهدة للدراما التركية كلما قل إدراكها للواقع الاجتماعي الخاص بها حيث ارتفاع اندماجها وتوحدها مع الثقافة التركية والبعد عن الثقافة السائدة بالمجتمع الصعيدي، والعكس صحيح.
9.     أما عن الأدوار التلفزيونية الدرامية التي تتمني عينة الدراسة من المرأة الصعيدية أن تقلد دورها، فجاء في المقدمة تفضيل الشخصية الدرامية النسائية فريحة التي جاءت في مسلسل فريحة وذلك بنسبة 72.9% من المرأة الصعيدية عينة الدراسة، تلته شخصية نهال في مسلسل العشق الممنوع بنسبة 56.3%، وفي المرتبة الثالثة جاءت شخصية هويام في مسلسل حريم السلطان، وترى الباحثة أن اختيار بعض الشخصيات النسائية الدرامية المفضلة لديهن يرجع للأزياء ونمط  حياتهن التركية المختلفة نوعًا ما عن الحياة المصرية، بغض النظر عن طبيعة الشخصية الدرامية التركية سواء كانت شخصية إيجابية أو سليبة أو كلاهما معًا، لكن بعض المبحوثات اخترن بعض الشخصيات الدرامية لطبيعة دورها، كحبها للعلم مثل شخصية فريحة، أو حبها لحياتها الأسرية.
10.  وعن إدراك المرأة الصعيدية للحياة الواقعية في الصعيد في ضوء تعرضها للدراما التركية والمتعلق بواقع المرأة في تفاعلها مع البيئة المحيطة بها ونظرتها لمكانتها في مجتمع الصعيد،فجاء مستوى الإدراكمرتفعًا بمتوسط حسابي قيمته 75.9، حيث ارتفاع إدراك  المرأة الصعيدية للواقع الاجتماعي وتأثرها بالدراما التركية، ومن العبارات الدالة على ذلك ارتفاع تأكيدها على امتلاك المرأة الصعيدية للمقدرة العقلية التي تمكنها من اجتياز أي عمل بسهولة كالرجل بمتوسط حسابي قيمته 4.7،







  1. لو سمحتموا ممكن الدراسة نفسها محتاجة جدا دراسة د. سارة الضوي أثر التعرض للمسلسلات التركيه فى الفضائيات العربيه على ادراك الواقع الاجتماعى للمرأه الصعيديه

    ردحذف