تمثل الثورة المعلوماتية سمة أساسية من سمات العصر الذي يعيشه العالم في الوقت الراهن، وتعد وسائل
التواصل الاجتماعي بما لها من قدرة فائقة على تجاوز حدود الزمان والمكان أحد أهم أدوات البعد
الثقافي والمعرفي، كما أن إنشائها يعد أهم إنجاز تكنولوجي تحقق في أواخر القرن العشرين؛ إذ استطاع
الإنسان بواسطتها أن يلغي المسافات ويطلع على أحداث العالم وتطوراته فى المجالات المختلفة وأن ينشر
الثقافة ويتبادل المعلومات، و تعد وسائل التواصل الاجتماعي وجه المجتمع المعلوماتي الجديد وأحد مظاهر
العولمة الاتصالية خاصة وهى تمثل بداية ثورة معرفية سيكون لها أثارها المتعددة على طبيعة المعرفة
الإنسانية بما توفره من إمكانية الإطلاع على مختلف المعارف وبما تنشره من قيم وعادات وثقافات من
مختلف المصادر وبما سوف تساهم به في خلق ثقافة إنسانية ذات رؤية أكثر شمولاً .
واستطاعت وسائل التواصل الاجتماعي أن تتبنى نظاما أكثر قدرة على تنمية مشاركة المستخدم وتحقيق
درجة أعلى من التفاعلية والتحكم في الاتصال ، وهو ما برز بشكل واضح في وسائل التواصل
الاجتماعي من حيث حرية الرأي والتعبير وتبادل المعلومات، وبالتالي فلا نبالغ إذا قلنا إن أهم ما يميز
الوسائل الإعلامية الجديدة هو التفاعلية والارتقاء بدور المستقبل إلى مستوى المشاركة بنسبة كبيرة في
العملية الاتصالية، وإن محصلة الجهود المبذولة في تطوير تكنولوجيا الاتصال المستحدثة تمثلت بالدرجة
الأولى في تحقيق أكبر قدر من تفاعلية المستقبل مع عناصر العملية الاتصالية وتأثيره فيها.
تحميل البحث
تعليقات: 0
إرسال تعليق